الديمقراطية التشاركية في الخطابات الملكية

 

خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح السنة التشريعية 2005-2006 دورة أكتوبر 2005

 

فبلادنا وإن كانت تسجل نموا اقتصاديا ملحوظا، إلا أنها لم تعبئ بعد كل طاقاتها، لتتقدم فيه بالوتيرة القصوى، والسير الحثيث على قدميها معا، في توازن وتكامل بين التنمية والديمقراطية، وبين ترشيد القطاع العام، ونهوض القطاع الخاص بدور قاطرة النمو. إن المشكل ليس في أننا أمام معضلة صعبة. وإنما في كوننا نضع كل عبئها على كاهل الدولة بمفردها، دون إشراك الفاعلين الآخرين.

ولوضع حد لهذا المشي المختل على قدم واحدة، فإنه يتعين على الجميع، الإقدام على إيجاد حلول ناجعة لها، في الوقت الملائم، وبقرارات جريئة وفعالة، والتخطيط العقلاني والمحكم، الذي هو ثمرة التربية الصالحة، والتنشئة السياسية والاجتماعية التشاركية. ومن ثمة كان تركيزنا على بناء ثقافة المواطنة الإيجابية. بكل ما تعنيه من تحول إلى عقلية المواطن الفاعل- المبادر، والمشارك- المنتج، بدل السلبية والتواكلية والانتظارية. وهو ما يتطلب النفس الطويل، الذي يرتبط فيه تقدم المواطن بقابليته للتقدم. ذلك أنه لا يمكن تطوير المغرب، إلا بسواعد أبنائه وعقولهم، والسعي الحثيث في سبيل تغيير ما بأنفسهم. كما أنه لا يمكن إصلاح البلاد بدون صلاح العباد.

 

خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش 30 يوليوز 2007

 

يطيب لنا أن نتوجه للمشاركين في المؤتمر الإفريقي الأول حول التنمية البشرية بإفريقيا، الذي نعتبره محطة هامة على، نخلد اليوم، الذكرى الثامنة لاعتلائنا العرش، في مرحلة تاريخية، حافلة بإصلاحات عميقة، وقضايا مصيرية. وفي سياق تحولات متسارعة، وتحديات، لا سبيل لرفعها إلا برؤية شمولية واضحة، وبالتخطيط المحكم للأسبقيات الملحة. والاستمرارية في تعزيز ما تحقق من منجزات. والنهوض بالإصلاحات، التي لا مناص منها، لبناء مغرب المستقبل. مغرب المبادرات والإنجازات، والأوراش وكسب الرهانات، مهما كان حجم التحديات. سبيلنا انتهاج المقاربة الديمقراطية، التشاركية، في اعتماد على الذات وعلى مواردنا البشرية، التي هي أفضل نعمة يمكن أن يطلبها الإنسان من خالقه.

...

ومهما كانت مشروعية الديمقراطية النيابية التقليدية، فإننا نرى من الضروري استكمالها بالديمقراطية التشاركية العصرية. الأمر الذي يمكننا من الإفادة من كل الخبرات، الوطنية والجهوية، والمجتمع المدني الفاعل، وكافة القوى الحية للأمة، ومشاربها وتياراتها، أيا كان موقعها، والتي لها مكانتها لدى جلالتنا، ورأيها المحترم في الشأن العام، في نطاق سيادة القانون ودولة المؤسسات. وهذا ما يشمل القضايا المصيرية للأمة. وفي جميع الأحوال، فإننا ملتزمون بعرض مقترحاتها على المؤسسات الدستورية، والهيئات المختصة، للبت فيهـا.

 

خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح السنة التشريعية 2008-2009 دورة أكتوبر2008

 

إننا حريصون على التفعيل الأمثل لدور المؤسسات، بإسهامها، بكيفية أقوى، في تفعيل الاختيارات الوطنية الكبرى، وبانتهاج ما ارتضيناه من ديمقراطية تشاركية، بما تنطوي عليه من عمق تنموي، وروح مواطنة.

وسأظل إن شاء الله، ساهرا على أن يسير المغرب بخطى دؤوبة على هذا النهج القويم، لنحقق المزيد من التطور على درب الوحدة والاستقرار والتقدم والازدهار.

سبيلنا إلى ذلك، تحفيز المبادرات المثمرة، وتوفير شروط النمو القوي، والرفع من وتيرته. غايتنا، تأهيل مؤسساتنا، بالحكامة الجيدة، واقتصادنا بإنتاجيته، ومجتمعنا بتضامنه، لتيسير أسباب المواطنة الكاملة، والعيش الكريم، لشعبنا الوفي، ولاسيما فئاته المعوزة.

 

خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد 30يوليوز 2015

 

ورغم كل ما يواجهونه من صعوبات، فإننا نسجل، بارتياح، تزايد عدد الذين يعودون منهم، كل سنة، لزيارة بلدهم وأحبابهم.

لذلك، ما فتئنا نعبر لهم عن اعتزازنا بحبهم لوطنهم، وحرصنا على حماية مصالحهم. ولتعزيز مشاركة مغاربة الخارج في الحياة الوطنية، ندعو لتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بإدماج ممثليهم في المؤسسات الاستشارية، وهيآت الحكامة والديمقراطية التشاركية. ….